بسبب جائحة كورونا.. بلغ معدل البطالة في مصر 7.2% في الربع الرابع من عام 2020

1- عم السيد بائع الصدف “الطموح” يسدد ديونه

“الديون بتخنق وبتخلي الواحد كأنه في سجن وجحيم وكمان القعدة من الشغل ماقدرش أستحملها ومافتكرش في حد عاقل يستحملها ويرضى بيها…”، هكذا بدأ عم السيد بائع الصدف من أبناء أشمون بمحافظة المنوفية حديثه مع فريق دراسة وإدارة الحالات في أولى مقابلاته مع صناع الحياة.

بوجهٍ عابس يواصل عم السيد الأربعيني الذي يعول أسرة مكونة من 4 أفراد (زوجة و3 أبناء) حكايته، مشيرًا إلى ضيق رزقه بسبب ما مرت به السياحة من أزمات متكررة على مدار 10 أعوم وأخرها تداعيات فيروس كورونا الذي أوقف عجلة الإنتاج في العالم كله 

“السياحة باظت بسبب أحداث كتير وبعدين جت كورونا ما خلتش، قضت علينا وعلى الشغل تمامًا”.

صناع الحياة والصدف

من منتجات ورشة عم السيد للصدف

يضطر الرجل إلى “السلف” لتسير الحياة وليغطي احتياجات أسرته اليومية، فتتراكم عليه الديون وتصل إلى 6 آلاف جنيه، لا حلول أمامه يستسلمُ -مرغمًا- للظروف حتى يسمع من أبناء عمومته عن مؤسسة تُدعى صناع الحياة مصر وما تقدمه من مشروعات ناجحة للمستحقين تغير حياتهم للأفضل.

قعدت بيني وبين نفسي أفكر أطلب إيه من صناع الحياة عشان أقف على رجلي تاني؛ ما هو أصل أنا والحمدلله عندي حرفة وصنعة تكفي بيتي وعيالي، كل اللي ناقصني بس راسمال أبتدي بيه، وورشة دكان ثابت أصنع وأخزن فيه بضاعتي”.

بالفعل تقدم إلينا عم السيد بطلب لدعمه في الحصول على مشروع وإنشاء ورشة، وبعد دراسة حالته والتأكد من استحقاقه وفرنا له مكانًا يصلح لأن يكون ورشته الثابتة لصناعة الصدف، إضافة إلى توفير كل المعدات والموارد التي تمكنه من بدء مشروعه في أسرع وقت.

وخلال متابعة أحد متطوعي صناع الحياة للمشروع “الصدف” وجدنا أنه استطاع سداد دينه بالكامل “6 آلاف” خلال بضعة أشهر من إطلاقه، بل انتشرت أعمال عم السيد الفنية في كافة أرجاء ومنازل المحافظة وهو الآن يفكر لماذا لا يتسع نشاطه ويمتلك أكثر من منفذ بيع”.

2-  نجار وعامل بمكتب البريد.. “علي” 7 صنايع وبخته مش ضايع مع صناع الحياة

يستيقظ من نومه مبكرًا، يلقي نظرة على أمه المريضة ويدعو لها بالشفاء، ويلقي نظرة سريعة على شقيقته التي نامت محتضنة الكتاب؛ استعدادًا للامتحانات، ثم يتجه إلى عمله (غير المنتظم) بمكتب البريد؛ قصتنا الثانية عن الشاب الثلاثيني (علي.ق) ابن محافظة كفر الشيخ الذي يعول والدته وشقيقته بعد غياب والده.

في أثناء طريقه إلى العمل وبخاصة مع نهاية كل شهر حيث اقتراب موعد الراتب الجديد، لا يشعر علي بالفرح بل بثقل على صدره؛ إذ يطرح الشاب الثلاثيني سؤالًا متكررًا على نفسه “إزاي القبض ده هيكفيني أكل وشرب ومواصلات وعلاج وتجهيز لجواز!”.

animated-carpenter-image-0078

يواصل علي خلال حديثه معنا:

” الطبيعي إني أفرح بالمرتب مع أول كل شهر، بس أنا كنت مضغوط وبحسبها كتير ومش عارف أفرح بأي حاجة، حتى لما جه عريس واتقدم لأختي وبقيت أشتغل باليومية في كذا حاجة عشان أجهزها بقيت مضغوط أكتر ومديون بالآلافات؛ لأن كل حاجة غليت”.

لا يجد الشاب المقبل على الزواج حلًا إلا في العودة إلى حرفته القديمة “النجار” والتي احترفها منذ أكثر من 10 أعوام، ويقرر أن يمارسها بانتظام بجانب عمله بمكتب البريد ليحقق مصدر دخل ثابت ومستواه المادي والاقتصادي ويسدد ديونه.

“المشكلة بس إني ماكنتش عارف أبتدي منين، مافيش مكان ولا فلوس أجيب بيها معدات وخشب حتى أشتغل بيهم في أي مكان أدبروا”… يقول ع.ق مؤكدًا أنه لا يستطيع أن يدخر أي أموالٍ من راتبه البسيط الذي يحصل عليه من مكتب البريد وبخاصة بعد إصابة والدته بالضغط والسكر وشراء جهاز شقيقته للزواج.

من منتجات ورشة علي للنجارة 

يبحث علي عن مصدر للتمويل ليبدأ مشروعه، يفكر في الحصول على قرض من البنك، لكن أين الضمانات! إضافة إلى تخوفه من عدم قدرته على سداد الأقساط بفوائدها.

وفي أثناء جلسة مع صديق له يقترح عليه “ماتقدم طلب مشروعك لصناع الحياة دول مساعدين كذا حد والحال مشي معاهم والله من أيام كورونا وقبلها كمان.. اللي عملوله تروسيكل واللي خدت ماكينة خياطة”.

يتقدم علي بأوراقه وبفكرة مشروعه إلى مؤسسة صناع الحياة، فيتواصل معه فريق بحث وإدارة الحالات على الفور ويقرر دعمه في تأسيس ورشة النجارة بتوفير المكان والأخشاب والمعدات اللازمة للبدء.

خلال أشهر من وضع دراسة جدوى للمشروع وانطلاقه بالفعل يحقق علي نجاحًا كبيرًا بالمنطقة وينتشر اسمه وسمعته الطيبة وجودة منتجاته في المناطق المجاورة.

الآن سدد “علي” كل ما تبقى من ديونه (5 آلاف جنيه) ويستعد هو الآخر للزواج وربما لإطلاق عمله داخل ورشة نجارة أخرى وتوفير فرص عمل لآخرين من الشباب، ليتحول من مستفيد إلى منتج وداعم لعجلة الإنتاج والاقتصاد الوطني. 

“أنا دلوقتي بقيت أعرف أفرح؛ بكل حاجة، بجواز أختي، وشغلي وكل حاجة نفسي فيها بقدر أعملها أو على الأقل بخطط لها وعندي أمل في بكرا”.