أكد المهندس عبدالرحمن حبت، مدير برامج الاحتياجات الأساسية والدعم الاقتصادي بمؤسسة صناع الحياة، أنه تم إدخال 20 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، في صباح يوم 21 أكتوبر 2023.

وأوضح “حبت” أن من بين هذه الشاحنات شاحنتين تابعتين للتحالف الوطني، و18 شاحنة تابعة للهلال الأحمر المصري.

وأكمل أن الشاحنات حملت مستلزمات طبية ومياهًا ومواد غذائية وصحية، خصوصًا للسيدات والأطفال، مشيرًا إلى أن هذه القافلة هي الأولى من نوعها، وأنه يتوقع إدخال دفعات أخرى خلال الأيام المقبلة.

يروى “حبت” أن السائقين الذين نقلوا المساعدات إلى غزة كانوا فقط من يستطيعون دخول المعبر، وأنهم سلموا المساعدات إلى ممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، ثم عادوا مرة أخرى إلى مصر.

ويقول إن هؤلاء السائقين كانوا يشعرون بالفخر والسعادة لتأديتهم هذه المهمة الإنسانية، رغم كل المخاطر والصعاب التي واجهوها، كما أكد أن بعضهم رفض أخذ أجر على عمله، قائلًا: “إذا حصل لي حاجة، حد يطول يبقى شهيد!”.

حبت عن ردود أفعال أهالي غزة: كانوا في قمة السرور والامتنان

يصف “حبت” حالة أهالي غزة، قائلًا: “كانوا في قمة السرور والامتنان لرؤية المساعدات التي وصلت إليهم، وكانوا ينتظرون المزيد من الدعم والتضامن من العالم العربي والإسلامي”.

ويتابع: “أهالي غزة كانوا يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية والمواد الضرورية، بسبب الحصار الإسرائيلي والحرب الدائرة داخل القطاع، كما أنهم يتطلعون إلى وقف إطلاق النار وفتح المعبر بشكل دائم”.

 

جمعنا 8000 صندوق مساعدات خلال أيام

يستكمل “حبت”، وصفه عن مراحل رحلة التضامن مع غزة، قائلًا: “بدأنا بشراء المساعدات من أموالنا قبل الإعلان عن تلقي التبرعات، وجمعنا نحو 8000 صندوق مساعدات خلال أيام بسيطة، بمشاركة المتطوعين من كل المحافظات، حتى الأطفال، ثم انطلقنا من القاهرة إلى العريش في رحلة استغرقت حوالي 10 ساعات، وانضم إلينا آخرون من هناك، ثم مكثنا للاستراحة في العريش لمدة 3 أيام، حتى جاءت إشارة الانطلاق نحو معبر رفح”.

ويستطرد: “وفي المعبر، تم ترميم وتمهيد الطريق للشاحنات، وترتيبها وإصدار التصاريح الأمنية لها، وكان هناك ضغط نفسي وشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المعنويات ارتفعت بزيارة بعض المسئولين والفنانين والبلوجرز، وفي فجر يوم الثلاثاء، تلقينا اتصالًا يأمرنا بالتحرك إلى المعبر”.

وأكد أن هذه القافلة لن تكون الأخيرة، وأنه سيستمرون في تقديم المساعدات حتى تتم تلبية كافة الاحتياجات.

يروي “حبت” موقفًا مؤثرًا عن أحد السائقين في القافلة، قائلًا: “كان يرفض أن يضع لافتة القافلة على سيارته، وكان يختلف مع المتطوعين في كل شيء، لكن بعد أن رأى الصورة على السيارة، وشاهد ما نفعله، وشاركنا في الرحلة، تغير تمامًا، وأصبح صديقًا لنا، وبدأ يشارك طعامه معنا، ويغني لفلسطين”.

ويختتم: “هذا السائق كان يظن أن رحلته ستكون عادية، مثل أي رحلة أخرى يقوم بها، لكنه اكتشف أن هذه الرحلة كانت مختلفة، وأنها غيرت شيئًا في داخله”.

 ويقول حبت: “إنه قال لي: “أنا كنت طالع عادي زي ما بطلع كل مرة ومش فارق معايا، بس لما شفت الصورة على العربية واللي إنتوا بتعملوه واللي حصل خلال الأيام اللي فاتت وتعاملكم، حصلت حاجة جوايا غريبة وبقيت مبسوط باللي بعمله، ودلوقتي أنا ممكن أقولك إن دي أحسن سفرية طلعتها وإنها فعلًا غيرت جوايا”.