مشهد 1 من قصة بطل الحكاية :  نهار داخلي  (داخل مستشفى العزل الصحي في ملوي جنوب المنيا)

جدران الغرف كلها مزينة بالبلالين، تنسى أنك داخل مستشفى عزل صحي؛ يسيطر على المكان أجواء احتفالية لا أجواء المرض، أجواء ربما عشتها في أثناء تحقيق هدف ما أو بطولة ما، لكن حقيقة الأمر أن هذه الأجواء خلقها أبطال حكايتنا “الأطباء” ليرفعوا معنويات المرضى ويخففوا على الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد، في محاولة ملائكية لتعويضهم حرمانهم من أسرتهم لفترة هي الأصعب.

المشهد السابق لم يقتصر على مستشفى ملوي أو طاقم طبي بعينه، بل ضم مستشفيات وأطباء من جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

مشهد 2 : نهار داخلي (داخل مستشفى العزل بمدينة بلطيم في كفر الشيخ)

 واحدة من أكثر القصص والبطولات تأثيرًا على سبيل المثال؛ قصة الممرضة المتطوعة رشا عبدالحميد الفقي.

هي #بطل_الحكاية التي جعلت غرف عزل الأطفال “جنة” تمتلئ بالبهجة واللعب والبلالين والضحك.

لا تتحمل رشا أن تسمع بكاء الأطفال في مستشفى العزل، تنظر إليهم في حب ورحمة، تسرع إلى غرفتهم لتكون جوارهم، وتقرر فعل أي شيء لتنسيهم هذا الألم.

بالرغم من صعوبة التعامل مع الأطفال وصعوبة إقناعهم بأي شيء وبخاصة الدواء “عشان طعمه مر”، إلا أن رشا تمكنت من ذلك باحتوائهم، وبذكاء جعلتهم يعتبرونها صديقهم الذي يشاركهم اللعب والضحك فلماذا لا يشاركونها الدواء أيضًا.


تٌنفخ البلالين وتُعلق الزينة على جدران الغرفة بينما يتابع الأطفال ببراءة.

على إحدى العمدان الخاصة بتعليق المحاليل الطبية تدفع  رشا الأطفال لتطوف به وكأنهم داخل الملاهي.

مشهد 3 (فلاش باك): تطوع رشا بمستشفى العزل ببلطيم

قبل ما يقرب من شهر ومع اشتداد أزمة فيروس كورونا وتداعياته قررت الممرضة التي تعمل لدى مستشفى سيدي سالم المركزي، واسمها رشا الفقي (23) عامًا أن تتطوع في مستشفى العزل ببلطيم، لم تخف من العدوى، بل جهزت أوراقها وحملة حقيبتها والتحقت على الفور بفريق العمل.

طلبت نقلها إلى مستشفى العزل ببلطيم للقيام بواجبها وإرضاء ضميرها:

“ماقدرش أشوف كل يوم أعداد الإصابة وأنا أقدر أعمل حاجة ولسة قاعدة مكاني، ضميري عمره ما هيكون مرتاح وأنا في البيت”

اختارت رشا مهنة التمريض؛ رغبةً في العطاء، تراها واحدة من أهم المهن الإنسانية؛ آملة في إنقاذ حياة كل مريض.

بين المصابين بفيروس كورونا داخل مستشفى العزل ببلطيم أم من قرية منية النصر بالدقهلية وزوجها مصاب، وأطفالهم جميعًا؛ بينهم الطفل صاحب العامين الذي انتشر الفيديو الخاص به عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الطفل مهاب”.

كباقي زملائها من أفراد الطاقم الطبي لا ترى أن ما تقدمه بطولة ولكن هو وجب يجب على كل قادر بذله.

وترى أن هذه التجربة واحدة من أهم التجارب التي تعلمت منها خلال حياتها، متنمية انتهاء الأزمة بشفاء جميع المرضى.

“مش شايفة إني عملت حاجة زيادة عن شغلي ده اللي بعمله دايما”

“ده أسلوبي في الشغل دايمًا خصوصا مع الأطفال لأني بحبهم جدا”

المشهد الأخير من بطل الحكاية : (نهار خارجي ) هكذا تنتصر رشا وزملاؤها والأطفال على كورونا

في أثناء المحاولة الملائكية تنجح رشا أن تنسيهم ألم المرض والبعد عن الأسرة.

يضحك الطفل فتتيقن رشا وزملاؤها أنه لا بديل عن هزيمة هذا الوباء، ربما باللعب والضحك إلى جانب الدواء، واليقين أن الهدف من كل هذا هو عودة الضحك واللعب والحياة من دون ألم المرض.

تقول رشا إن كواليس الألم والمرض والعزل تكون قاسية جدًا تبكيها صراخات المرضى أو ذكراها؛ توجع قلوبهم.

تتماسك رشا وتبقى قوية من أجلهن:

“علي أن أتحمل،العزل، الخوف وقلق المرضى، كل هذا مدمر وصعب”.. لكن لحظات الشفاء والنصر تبدله بابتسامة رضا واطمئنان.

لا تستهينوا بالمرض، واحرصوا على صحتكم فالفيروس قريب ولا يفرق بين كبير أوصغير”.

تنتهي فترة تطوع رشا وتغادر المستشفى؛ تخرج من الباب وهي تفكر في العودة لخدمة المرضى حتى شفاء آخر مريض.

فرحتنا تساوي حياة ونجاة روح من المرض والموت.. ودعوات المرضى شعاع نور”.. تقول رشا الفقي


خلال حديثها معنا، توجهت رشا بالشكر لكل من يدعم الأطباء والقطاع الطبي قائلة:

“بنتعب كتير بس ده دورنا من زمان حتى قبل فيروس كورونا”.

” ماعندناش حاجة اسمها إجازات ولا أعياد.. أساس مهنتنا العطاء قبل أي حاجة، الإنسانية، وصحة المرضى أهم”

“بس إحنا فعلا محتاجين الناس تدعمنا عشان نقدر نكمل”

عن حملة بطل الحكاية ..  بدعم مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية:

القطاع الطبي وكل من يعمل به، هم الضلع الرئيسي وخط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا.

يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة لعلاج المصابين وإنقاذ أرواح ملايين البشر وتقليل انتشار العدوى.

خلال رحلة عملهم اليومي يتعرضون لمخاطر كبيرة؛ فانطلاقًا من دورنا في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية، نقدم لهم التحية على ما يبذلون من جهد وتضحية. وبدعم مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومشاركة صناع الحياة مصر، أطلقنا حملة لدعم الأطباء وتقديم الشكر لهم تحت اسم “بطل الحكاية”، ونوجه التحية والشكر إلى الممرضة البطلة رشا الفقي.