قصة نجاح.. أطفال برنامج واصل يتجاوزون مشاكل الدراسة والمجتمع بالكرة.. «عماد» أصبح قائد مجتمع
«عماد» واحد من أطفال منطقة كفر العلو بمنطقة حلوان، لم يبلغ الرابعة عشر من عمره، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي حوله جعلته مثل الكثير من أطفال المنطقة يعاني من العديد من المشاكل والأزمات، ولديه بعض السلوكيات غير المقبولة كالتعامل مع الآخرين بعنف شديد واستخدام ألفاظ ومصطلحات غير لائقة، وعدم تقبل الآخر، والتدخين، بجانب عدم الانتظام في الدراسة أو المذاكرة.
برنامج واصل مع أطفال كفر العلو
في مارس 2022 بدأت مؤسسة صناع الحياة مصر في استهداف «عماد» وزملائه من أطفال المنطقة من خلال برنامج الحماية بالرياضة «واصل»، والذي يهدف لتعزيز المشاركة المجتمعية للشباب وغرس قيم المبادرة والمسؤولية تجاه المجتمع المحلي من خلال أنشطة البرنامج.
لم يكن «عماد» متحمسا في البداية للانضمام إلى المشروع أو النشاط، فهو كان يريد لعب «كرة القدم» فقط مع أقرانه من نفس الشارع دون مشاركة أطفال المناطق الأخرى، وهو ما مثل تحديا كبيرا لفريق عمل صناع الحياة والقائمين على برنامج الحماية بالرياضة «واصل».
دمج الأطفال
في شهر أبريل 2022، قامت المؤسسة من خلال البرنامج بدمج الأطفال ومنهم «عماد»، عن طريق تقسيمهم إلى مجموعات تعتمد على التنوع في السلوكيات والأعمار، ولكسبهم تم دمج كرة القدم مع المهارات الحياتية مع التأكيد على أننا نمارس الرياضة وليس كرة القدم، بهدف تغيير سلوك الأطفال للأفضل مع غرس المهارات المختلفة بداخلهم، وذلك عن طريق أنشطة خاصة باكتشاف الذات ومهارات التواصل وغرس قيمة العمل الجماعي بداخلهم.
في مايو 2022، بدأ فريق عمل المؤسسة ببرنامج «تواصل»، بعمل أنشطة كروية ساعدت «عماد» وزملاءه على التعرف أكثر على بعضهم البعض وتكوين صداقات متعددة بينهم دون التقيد بأصدقاء محددين أو عمر معين، على عكس ما كانوا عليه في البداية من عدم قبول للآخر.
تغيير في سلوكيات الأطفال
وخلال خمسة أشهر فقط، رصد فريق العمل تغييراً ملحوظاً في سلوكيات «عماد» للأفضل، وظهر ذلك أيضاً في حماسه لاستقبال أطفال جدد وانضمامهم لمجموعتهم، بل وطلب أن يتم تكليفه بمهام وأدوار مثل المتطوعين الذين يقومون بتنفيذ الأنشطة، ليصبح بعد فترة مؤهلا ليكون قائدا مجتمعيا جديدا ويساهم في مساعدة زملائه وأصدقائه وجيرانه من المنطقة في تجاوز أزماتهم وتعديل سلوكياته.
بالفعل تم إسناد بعض المهام والأدوار التي تساعد على تنفيذ النشاط بصورة أفضل مثل «الإحماء والتنشيط» إليه، وساعد ذلك على تحفيز جميع الأطفال دون استثناء للمشاركة في تنفيذ الأنشطة والقيام بمهام محددة داخل النشاط.
منسق الشباب بالبرنامج: الأطفال ابتكروا أنشطة جديدة
يقول محمد السيد منسق الشباب وأحد مسئولي البرنامج، «بدأ الأطفال أيضاً في ابتكار أنشطة رياضية جديدة تساعد على الإحماء والتنشيط، وحرصنا دائماً على تشجيعهم المستمر حتى أنهم بدأوا في تنفيذ الأنشطة مع أطفال آخرين، وأبلغنا أحد الأطفال المشاركين، أنه قام بتنفيذ الأنشطة مع أصدقائه في النادي، وهذا ما جعلنا نشعر بمدى تأثير النشاط على الأطفال، كما قال لي طفل آخر إنه سيمتنع عن التدخين من أجل الاستمرار في النشاط الرياضي».
نتائج برنامج واصل مع الأطفال في خمسة أشهر
وأظهرت نتائج البرنامج بعد خمسة أشهر من تنفيذه، أن الأطفال يريدون استمرار النشاط حتى لو اضطروا لتجميع قيمة مبلغ حجز ملعب الكرة من بعضهم، كما أطلقوا عدة مبادرات لتنفيذ الأنشطة وعمل الجلسات مع المتطوعين ومساعدة الأطفال الجدد واستقبالهم بصورة محفزة لهم، كما نجح البرنامج في الدمج بين الأطفال من الأعمار المختلفة، وأصبح لدينا قادة مجتمعيين من الأطفال يريدون تطبيق ما تعلموه من خلال الأنشطة في مجتمعاتهم.